الأوراق العلمية العدد الأولالعدد الأول

البناء التربوى من منظور الإنسان مخير مسير

تحميل الدراسة

عنوان الدراسة :

البناء التربوى من منظور الإنسان مخیر مسیر

إسم الباحث :

جبر االله محمد الحسن

تاريخ النشر :

01/01/2004

ملخص الدراسة :

هذه الكلمة تحمل معناها العلمي والعملي في حیاة الانسان منذ خلقة والى یومنا هذا والى أن یرث االله الأرض ومن علیها.
منذ أوضحت المعاجم معناها بالنمو والزیادة، بشكل متدرج متوازن معتدل ومشیرة في ذلك: أن التعلم الذى حصده الانسان من الممیزات الطبیعیة المحاطة به كأثر بیئي .ولما كانت التربیة یقصد بها الانسان، سید الموقف في هذا الكون المسخر له، فأن التربیة الإسلامیة جعلت كل أسسها وقواتینها وأهدافها خدمة لتربیة الانسان، یعبر بها الحیاة الدنیا الى الآخرة بسلام.فالذین تحدثوا عن التربیة هم فلاسفة سواء أكانوا علمانیین أمثال أفلاطون وجون دوى أم إسلامیین أمثال الغزالي وابن خلدون، وهذا یؤكد أن العلاقة وثیقة بین الفلسفة والتربیة.وحقیقة أن الفلسفة ذات طابع علمي نظري والتربیة ذات طابع عملي تطبیقي، ولذلك نجد أن الذین تحدثوا عن التربیة كان ذلك واقع في فلسفة التربیة إذا جاز لنا أن نأخذبهذا الترتیب.
فلسة التربیة تكون تطبیقاً للمفاهیم الفلسفیة التى یحملها أبناء المجتمع، فلسفة التربیة تعد الانعكاس الطبیعي التطبیقي للفلسفة العام. وقــــــد تــــحدثـت الــفلسفـــة إن كــــانــت عــــلمانیة أو إســـلامیة عــــن الإنـــسان والــــكون والــحیاة
وهــــذا قـــاد إلـتى الحدیث عــن الـــمعرفة والــعلم. ونـــشأت مـــدارس مـــــتنـــوعة مــــــنها الــمثالیة
والــواقعیة والوجودیة وكذلك مدارس الصوفیة أمثال مدارس الكندى والفارابىوالغزالي. وهو نفسه مناط الحدیث في فلسفة التربیة عن الانسان والكونوالحیاة والعلاقة في ذلك، ثم المعرفة والعلم. ولكي نبني التربیة على القواعد الصحیحة فقد یتطرق العلماء لموضوع) أن الانسان مخیر أومسیر في هذه الحیاة( كتطرق فلسفي وكنظرة إسلامیة. وحقیقة أدلى السنیون بدلوهم في هذا المضمار وجعلوا الانسان مسیراً واستدلوا بكثیر من الآیات القرآنیة منها على سبیل المثال قوله تعالى:) انا كل شئ خلقناه بقدر ( وقوله تعالى:)وكل شئ فعلوه في الزبر (. وهؤلاء ومن تابعهم بنوا الأفكار التربویة على هذا المبدأ – منهم أخوان الصفا وكثیر من الصوفیة.وفي الجانب الآخر تحدث المعتزلة وأكدوا أن الانسان مخیر في جمیع أعماله، فلماذا یكون الحساب.وقد استدلوا بكثیر من الآیات القرآنیة منها على سبیل المثال قوله تعالى:)إن تكفروا فإن االله غني عنكم ولا یرضى لعباده الكفر وا ٕ ن تشكروا یرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم الى ربكم مرجعكم فینبأكم بما كنتم تعلمون (. فالمعتزلة ومن سار في نهج فكرتهم، بنوا أفكارهم التربویة على هذا المبدأأمثال الزمخشري. وحاول الأشاعرة ورجال التربیة الحدیثة أن یسیروا في موقف وسط فذكروا التخیر المحاط بالتیسیر منهم عبد الرحمن النحلاوي فقد أشارعندما ناقش وظیفة الوصفیة والتطهیر للتربیة فأوضح: على المدرسة أن تقدم العقیدة والعلم وأشار الى حدیث الرسول صلى االله علیه وسلم أن الانسان یولد على الفطرة ثم یأتي الفساد عن طریق المجتمع وقلة التربیة. فهذا یجعل الانسان بین التخییر والتسییر وكذلك عندما ناقش وظیفة نقل التراث وأشار الى إحیاء العقیدة في نفوس الأجیال ثم قال:) أنه صون الفطرة التى فطر االله الناس علیها وهى الإستعداد لتوحید االله( فنجد انه غلب جانب الإنسان مسیر أكثر من أن یكون مخیراً. ولذلك اصبحت التر بیة لاتجد قاعدة صلبة تقوم علیها. فهل الإنسان مخیر وتبنى قواعد التربیة على ذلك لیعیش فى هذه الحیاة سویاً وكذلك آخرته أم إنه مسیر یقوم بأعمال فرضت علیه مسبقاً وعلیه أن یؤدیها. هذا حدى بى أن أبحث في هذا الموضوع لأتمكن أن أجد قاعدة صلبة تبنى علیها قواعد التربیة ووظائفها التربویة. فعندما نظرت الى الحیاة وبحثت فیها وجدت ان الانسان قبل حیاة الواقع هذه قد عاش حیاة قبلها ونسمیها حیاة الغیب، فهذه أفضل من تسمیتها بحیاة الذر. فالغیب أحد قواعد الدین التى یؤمن بها المسلم. وقال تعالى من سورة البقرة) الذین یؤمنون بالغیب ویقیمون الصلاة ومما رزقناهم ینفقون ( هذه الحیاة الأولى التى عاشها الانسان یجب الایمان بها.لأنه قد قام بأفعال مختلفة فى هذه الحیاة. ولها علاقتها بحیاة الواقع، بل وحیاة البرزج والحیاة الآخرة ولذلك سوف نناقش جونب الأعمال المختلفة فى حیاة الغیب والجوانب التربویة بها لتؤكد ایماننا بهذه الحیاة .

زر الذهاب إلى الأعلى